وفي مقابلة مع إرنا حول تقييمه للاتفاق وإعادة العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة من الصين، قال الأمين العام للمنتدى الإسلامي العالمي للسلام: " إنّ هذا الاتّفاق هو نجاح لإيران والسعودية والمنطقة كلها. "
وفي إشارة الى سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي كانت دائماً قائمة على تضامن الدول الإسلامية ،أضاف داوود عامري قائلاً:"الآن هناك ظروف جيدة للغاية لإحياء العلاقات بين الدول الإسلامية وإن الجولة الجديدة من العلاقات لن تؤدي فقط إلى إصلاح العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية فحسب ،بل ستعمل ايضاً على اصلاح العلاقات في المنطقة و ستجلب التضامن بين دول الجوار"
وتابع داوود عامري حديثه في هذا السياق مصرّحاً بأنه سيكون لهذه الاتفاقية نتائج إيجابية وفي بعض الأحيان مصحوبة بمشاكل مما يدفع كل الاطراف للتعامل مع هذا الموضوع بعناية وأداء ذكي لتحويل هذا الاتفاق إلى تحالف وتضامن مستقر في المنطقة بأكملها.
نشهد تراجعاً للتواجد الأمريكي في المنطقة
وفي تقييمه لما إذا كان يمكن اعتبار هذه الاتفاقية بمثابة إخراج أمريكا من المعادلات الإقليمية ، قال داوود عامري: "يبدو أننا لا نستطيع أن نعتبر هذه الاتفاقية على أنها إخراج أمريكا من المعادلات الإقليمية ، وفي الوقت نفسه لا يمكن تجاهل أن الأمريكيين في هذه السنوات وبسبب تحليلهم الخاطئ للمنطقة وبسبب تضامن إيران والدول الاسلامية تطورت الظروف بطريقة مهدت الطريق لانحسار أمريكا وتراجع جاذبيتها وبالتالي إلى تناقص دورها يوما بعد يوم في المنطقة."
واستطرد حديثه في هذا السياق معتبراً أن تراجع الدور الامريكي في المنطقة يمكن رؤيته بوضوح في فشلها في الكثير من المجالات وإخفاقها في تنفيذ خططها مما تسبب في ارتباك بين الدول المختلفة.
وصرّح الأمين العام لمنتدى السلام الإسلامي العالمي: "نأمل أن يختبر الأمريكيون في هذا الاتجاه ويغيروا تحليلهم وتصورهم لإيران والمنطقة، لأن ذلك سيساعد دول المنطقة والعلاقات العالمية."
وأشار عامري إلى أن الاتفاق الايراني – السعودي بوساطة الصين سيكون له تداعيات إيجابية متعددة الأوجه في المنطقة بما في ذلك تداعيات ثقافية واجتماعية وأمنية وسياسية.
الاتفاق الإيراني -السعودي سيعمّق الارتباط الثقافي بين الدول الإسلامية في المنطقة
وأشار العامري إلى أن خفض التوتر في المنطقة وسباق التسلح غير الضروري الذي حدث في السنوات القليلة الماضية ولم يملأ سوى جيوب تجار السلاح في العالم ، فإن هذا الاتفاق سيبعد أعداء العالم الإسلامي عن الدول الإسلامية وسيعمّق الارتباط الثقافي بين الدول الإسلامية في المنطقة.
وتابع أنّ هذه القضايا ستؤدي إلى تكوين علاقات اقتصادية افضل والى الاحساس بالأمن بشكل اكبر في المنطقة وفي نفس الوقت ستسعى إلى تطوير مجال النمو والتنمية مع دول المنطقة. وفي اشارة الى ان استراتيجية التنمية، التي هي استراتيجية مشتركة بين سياسات ايران والسعودية ودول اخرى ، لا يمكن تحقيق تطورها دون تحقيق استقرار الأمن الإقليمي.
وفي هذا السياق ، قال داوود عامري:"إن جميع دول المنطقة بحاجة إلى بناء أمن مشترك مستقر في المنطقة للوصول إلى مستوى من التنمية والازدهار والأمن العام ، وعلى ما يبدو ٰن هذه الاتفاقية يمكن أن تكون أساس هذه القضية التي ستعود بفوائد ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية عديدة على شعوب المنطقة ."
لم يكن حضور الكيان الصهيوني فعّالاً في المنطقة أبدا
ورداً على سؤال حول ردة فعل الكيان الصهيوني على وثيقة إبراهيم والإجراءات التي اتخذها في المنطقة خلال هذه الفترة ، قال داوود عامري:" إنّه لم يكن للكيان الصهيوني علاقات بنّاءة ولا حتى وجود له قط في المنطقة وقد يستاء من هذا الاتفاق ويكون له ردات فعل عديدة."
وتابع في هذا السياق مؤكداً ان هذه المسألة تتطلب اليقظة والمراقبة والعناية الجادة لأنّ العالم يمر بتغيرات وتحولات جادة ومن لا يخطو خطوة في طريق بناء علاقات سليمة في العالم الحالي سيعاني كثيراً.
يجب ان تكون ايران والسعودية يقظتان دائماً من تدخل القوى الخارجية
وفي اشارة الى ان الاتفاق الايراني السعودي سيوفر تعاوناً فعالاً بين البلدين ، أضاف عامري:"إنّه يجب ان تكون ايران والسعودية يقظتان دائماً من تدخل القوى الخارجية وأعداء العالم الإسلامي في هذه المنطقة لأنّ هذا الاتفاق سيؤدي الى توفير ارضية بنّاءة للمنطقة برمّتها."
واعرب عن أمله في أن تتمكن المنطقة من اتخاذ خطوات فاعلة نحو التنمية بعد الاتفاق الإيراني -السعودي لأن هذا الاتفاق لديه قدرة تأثير عالية في المنطقة واحداثها ، ولا ينبغي المبالغة او الاستهانة في قدرته، بل يجب النظر اليه بواقعية والامتثال لمتطلباته.
إن الصين تنمو وتخلق لها دوراً بنّاءً عالمياً
وفي تقييمه لدور الصين في الاتفاقية بين إيران والسعودية ومستقبل المعادلات الإقليمية، قال الأمين العام للمنتدى الإسلامي العالمي للسلام:" إن الصين تنمو وتخلق دوراً عالمياً وإنها في منافسة اقتصادية مع دول كبيرة ،ونظرا لمسار التنمية الجيد الذي وجدته فهي بحاجة إلى أن تكون أكثر إنتاجية وفعالية في العالم للدخول في القضايا السياسية والدفاعية والأمنية وخلق دور بنّاء لنفسها.
وفي اشارة الى دورالصين البنّاء في المعادلات العالمية ،أوضح عامري:" يبدو أنه إذا اتبعت الصين هذا النهج البنّاء، فقد يكون له تأثير على الأمن والسلم العالميين، وبالطبع ، تحتاج الصين الى التنسيق بين ايران والسعودية باعتبارهما اكبر شريكين تجاريين لها ،من أجل توفير أرضية تنموية خاصة بها في المنطقة. "
إيران ستكون أحد محاور القوة والتطورات العالمية
وقد ذكّر عامري بدور ايران البنّاء في المعادلات العالمية فكل الدراسات العالمية تظهر أن إيران ستكون أحد محاور القوة والتطورات العالمية في المستقبل. لذلك فإن أي دولة تريد تحديد دور التجارة والتنمية في الجغرافية الاقتصادية للعالم في المنطقة تحتاج إلى أن تكون إيران شريكاً بناءً الى جانبها.
وأعرب عن امله في تحقق احداث افضل في عام 2023، وقال :" يبدو أن أي تدخل يجب الاهتمام به ، لذلك يجب أن نحاول الحفاظ على استقلالنا وتطوير تضامننا مع الدول الإسلامية والدول المجاورة ومجال التواصل البنّاء مع الدول التي ليس لديها وجهة نظر استعمارية ، وهذا يمكن ان يساهم في تنمية الجمهورية الإسلامية الايرانية ."
وانطلاقا من مبادىء وسياسات ايران المدافعة عن السلام والامن في العالم والمطالبة دائما بالعدالة والازدهار لجميع البشر فقد أشار داوود عامري الى أنّه يجب على الأمريكيين وبعض القوى الأخرى أن يتقبلوا أن العالم قد تغير ويتجه نحو عالم مرنٍ و متعدد الأقطاب وعليهم التحرك وفقاً لذلك.
وفي الختام ذكّر الأمين العام للمنتدى الإسلامي العالمي للسلام:" انه إذا سار الاتفاق الايراني-السعودي بشكل جيد مع خطوات تنفيذها فستوفر خطوة مهمة نحو الشعور بمزيد من الأمن والسلام والمنفعة العادلة لشعوب المنطقة."
انتهى**ر.م
تعليقك